كثيرا ما نسمع عن حساسية تجاه الأطعمة والأدوية والغبار وحبوب الطّلع وما شابه ذلك. ولكن هل سمعتم عن حساسيّة ضدّ الماء، أحد أهم العناصر الغذائيّة لكل الكائنات الحية؟

تعتبر هذه الحالة من الحساسية من أغرب وأندر الحالات التي لا علاج لها حتى الآن. اكتشفت سنة 1964. الاسم العلمي هو “الشّرى المائي” والسجلّ الطبي لا يحتوي إلاّ على ما يقارب 100 حالة مدروسة. لذلك فإنّ المعلومات الطّبّيّة المتوفّرة ليست بالدّقة المنشودة.

تتمثّل الأعراض المشتركة في ظهور بقع بارزة حمراء أو بلون الجلد تسمى النتوءات مع حواف محددة -بشكل أكثر شيوعًا- على الرقبة والجذع العلوي والذراعين. يصاحب هذا التّهيّج عموما حكّة و/أو حرقة. وتظهر إثر ملامسة سائل فيزيولوجي (لعاب-دموع-بول-عرق…) او أي سوائل مائية أخرى(ماء-مشروبات..) وقد يسبّب استهلاكها أحيانا تورّما على مستوى الحلق.

في الحالات البسيطة، يتلاشى الطفح في غضون 30 إلى 60 دقيقة بمجرد إزالة مصدر المياه. أمّا في الحالات المتطوّرة فقد يلي حماما مدّته 10 دقائق نوبة مدّتها 4 ساعات تتحوّل فيها الحرقة إلى ألم.

 كما ذكر أعلاه، المعلومات المستخلصة من الدراسات السريرية على الحالات محدودة. لذلك يبقى سبب تكوّن هذه الحساسية موزّعا على احتمالات أهمّها أنّ الماء تفاعل مع الغدد الدهنية لتكوين مادة سامة تحفز تحلل الخلايا البدينة (كريات بيضاء) وإفراز الهستامين اللاحق، مما يؤدي إلى اعتبار الجهاز المناعي للماء خطرا على الجسم وهكذا يبدأ التحسّس (كثيرا ما تكتسب في فترة البلوغ).

تنتشر الحالة أكثر في صفوف الإناث ومن المحتمل ان يكون السبب جينيا أو أن يكون لسوء التشخيص يد في ذلك. غالبا ما تعتبر بداية الأمر حساسية تجاه مواد كيميائية كالكلورين (في احواض السّباحة) لأنّها نفس الأعراض المحتملة.

حاليا، لا يوجد علاج لحساسية الماء. لكن، وكما اتّضح، لمضادات الهيستامين (أدوية تستخدم لعلاج أعراض الحساسية كالحكّة) فعاليّ في تخفيف التّهيّجات بعد ملامسة الماء لدى البعض وهذا مرتبط بحدّة الحساسية.

الجانب المشرق لهذا المرض الغريب هو أن حدّة التّهيّجات تنخفض تدريجيا مع التقدّم في السّن لدى أغلب الحالات.

:بعض الحلول التي يتّبعها المصابون للتقليل من التهيّجات وحدّتها

تقليص عادات التنظيف اليوميّة والأسبوعية إلى المسح لا الغسل بالماء وحمام قصير مرتين في الأسبوع (في الحالات الحادّة).

قصّ شعر الرّأس لاستعمال أقلّ كميّة ممكنة من الماء للتنظيف.

تجنّب الأماكن الرّطبة.

تجنّب الأنشطة المسبّبة للتّعرّق.

تعديل الحمية الغذائيّة نحو أقل كمية ممكنة من الدهون أو إلى الحمية النباتيّة حتّى يفرز الجسم أقل زيوت.

 

www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5136360/      :المراجع

US National Library of Medicine – National Institutes of Health

 

تحرير وترجمة: فاطمة عبد السّيّد

تدقيق: حسان عوالي