الإتحاد الأوروبي، القوة العظمى التي تأسست في 1 نوفمبر 1993 والتي تضم إلى حد الأن 27 دولة و التي تعتبر ثاني قوة إقتصادية بعد الولايات المتحدة الأمريكية فالإتحاد يعتبر مرشحا بارزا لإحتلال المركز الأول نظرا لتمثيله %22 من الإقتصاد العالمي وهذا يعود إلى قوة الدول المِؤسسة له أمثال ألمانيا ،فرنسا، إيطاليا.. لكن هذه القوة بدأت بالتزعزع مؤخرا جراء رغبة بريطانيا في الخروج منه و هذا بعد ما  قامت بإستفتاء شعبي سنة 2016 و الذي إنتهى بالموافقة على الخروج

لم ينتهي الكابوس الأوروبي هنا فقط فبعد جائحة فيروس كورونا الذي أدى بحياة مئات الالاف في أوروبا و الذي تضررت منه بشكل مباشر دول مثل إيطاليا التي إستغاثت و صرخت بأعلى صوت لها طلبا للمساعدة دون جدوى فلم تقدم لها أي مساعدة من دول الإتحاد و الذي أدى إلى غضب الشعب الإيطالي و هاجمت الحكومة الإيطالية بشراسة الإتحاد الأوروبي كما تشهد الأن إسبانيا نفس المشكل فبعد سقوطها في شرك الكورونا لم يلتفت إليها أحد مما أدى إلى تصدع الموقف أكثر فأكثر

كذالك دول مثل صربيا التي لا تنتمي إلى الإتحاد عبرت عن إستيائها من الموقف و نددت بأن الإتحاد الأوروبي هو كذبة ستنتهي قريبا بعد تخلي الدول الأخرى عن إيطاليا و إسبانيا و تركتها تغرق في نهر من الدماء و الصرخات المؤلمة بدون أن تمد يد المساعدة وإنتقد رئيس الوزراء الصربي هذا التخاذل كما طلب من الصين المساعدة و هنا كان الرد سريعا فالصين وافقت على مد إيطاليا بالمعدات الازمة لمكافحة هذا الوباء مما زاد تعكير الأوضاع بين دول الإتحاد فهذا الكيان قائم أساسا على مجموعة من القواعد أساسها مساعدة الدول لبعضها في فترات الضغف لكن نرى هنا إخلالا في الإتفاقيات قد يؤدي إلى سقوط هذه القوة

ماذا تخفي الفترة القادمة هل تحمل في طياتها خريطة جديدة للعالم الذي نعرفه هل سيسقط الإتحاد الأوروبي لأسباب قد تراها إيطاليا و إسبانيا مقنعة للخروج ففي وقت الحاجة لم يكن هناك مساند لهذه الدول التي تعتبر من الدول المؤسسة و هنا قد تتدخل بعض الدول أمثال فرنسا و هولندا الرابحة الأكبر من هذا الإتحاد لتهدئة الأمور لكن ماذا سيكون رد الإقتصادات المنافسة أمثال الولايات المتحدة الأمريكية و الصين اللتين سوف تأيدان هذا الإنهيار لضمان ربحهما

سوف ننتظر إذا جميعنا نهاية هذه القصة التي تشبه أفلام الرعب فلم يكن أحد منا يتصور سيناريو مثل هذا فهل سيتمكن فيروس كورونا المجهري من الإطاحة بالإتحاد الأوروبي؟

المرجع:

https://www.theguardian.com/

تحرير:أحمد الحاج

مراجعة و تعديل: سهى غابري