لطالما طرحت هذه الفكرة في أفلام الخيال العلمي وأثارت فضول الكثير منّا. يرى البعض أنّ تطبيقها ممكن بالإخصاب الصناعي المخبري ويرى البعض أن حالة بيولوجية معقّدة قد تسمح بذلك. تسمّى هذه الحالة بـ«ثنائية الجنس الداخلية» و تعني امتلاك أعضاء تناسلية ذكرية و أنثوية في آن وجسد واحد. هذا التصنيف شائع جدّا في صفوف النباتات التي تتكاثر عبر الإخصاب الذّاتي و لدى بعض الحيوانات كالحلزون وعدد محدود من الأسماك ويكون الإخصاب في هذه الحالة ثنائيا (فرد على الأقل يخصّب بويضات الثاني).

أمّا لدى البشر، فينتج ذلك عن اضطرابات في التطور الجنسي وهو تشوّه خلقي نادر يعود إلى خلل انتاج الخلية الجنسية لدى أحد الوالدين او كليهما. في ثنائية الجنس الكاملة أو الحقيقية، يملك الفرد كلّا من أنسجة المبيض والخصية. قد يكونان منفصلين، أو متّصلين في عضو يسمى «الخصمبيض». يعود ذلك إلى امتلاك أزواج كروموسومات جنسية ذكرية وأنثوية أو زوج كروموسومي مع كروموسوم زائد.

:بسبب التعبير الجيني لهذه الصبغة المشوهة، تكون التركيبة التشريحية للمصابين غريبة ومتعدّدة الاحتمالات

1) يمتلكون خارجيا قضيبا (الذي هو البظر إلا أنّه مكتمل النّمو بسبب الكروموسوم الذكري) مع خصيتين خارجيّتين – مكتملي النموّ-   أو داخليتين – غير كاملة ومشوّهة – وأعضاء تناسلية أنثوية داخلية غير مكتملة عادة. يتم تربيتهم غالبًا كذكور. إلا أنهم يظهرون أثداء أثناء البلوغ والحيض(إذا كان لديهم فتحة مهبل ورحم مكتمل النموّ) وفي حالات نادرة فقط ينتجون الحيوانات المنوية. وقد يحصلون على تشخيص مبكر إذا ولدوا بمرض الخصية الخفيّة.

2) يمتلكون فتحة تناسلية أنثوية وجهازا تناسليا أنثويا داخليا كاملا عامّة مع جهاز تناسلي ذكري داخلي غير مكتمل النمو. من الصعب تشخيص هذه الحالات إلاّ صدفة أو عبر كشف كامل.

 يمكن للمصابين في كلتا الحالتين امتلاك الخصمبيض مكان الغدد التناسلية العادية مما يصعّب العلاج الهرموني و/أو التدخّل الجراحي.

لنفترض الآن أنها حالة ثنائية الجنس حاملة غدد تناسلية مكتملة النّمو أو محفّزة وقادرة على انتاج امشاج (خلايا جنسية) غير مشوّهة أو أنّ المصاب حصل على تدخل طبي لتثبيت جنسه قبل أو بعد البلوغ مع تخزين امشاجه من الجنس الآخر. هنا تطرح إمكانية الإلقاح غير الطبيعي والحصول على سليل ذو صبغة كروموسومية من نفس الشخص. هذا مشابه لعملية الاستنساخ. إلّا أنّ الطفرات الجينية التي تطرأ خلال الإخصاب وإنتاج الأمشاج تمنع إنتاج نسخة مطابقة للأصل من الوالد/الوالدة ولكن تبقى نسبة المطابقة مرتفعة جدّا.

مع ذلك، تبقى مشكلة ذاك التشوّه الكروموسومي (وهو أحد عوامل التشابه) مطروحة. الحلّ هنا هو تعديل النمط النووي للأمشاج وتقليص العدد إلى كروموسوم جنسي واحد في كلّ مشج ومن ثمّ الالقاح الصّناعي.

المرجع:

www.britannica.com

 تحرير وترجمة : فاطمة عبد السّيّد

مراجعة: سهى غابري