البكتيريا من اقدم الكائنات الحية على الارض و قد عمل الانسان منذ الازل على مقاومتها – الضارة منها – و العمل على القضاء عليها لتتوج جهوده بالمضادات الحيوية التي نهضت بالطب و انقذت الملايين و لكن منذ سنة 1943 ظهر خطر متربّص بالجنس البشري الا و هو مقاومة بعض البكتيريا المضادات الحيوية و تطورها لتصبح بكتيريا خارقة (Superbugs) .

مقاومة المضادات البشرية

قد تكتسب بعض البكتيريا مناعة اثناء استهدافها من قبل المضادات الحيوية و هنا يكون على جهاز المناعة التدخل و القضاء عليها لكن و لسبب من الاسباب قد تنجح احد هذه البكتيريا في الهرب و الانتشار .

تحمل البكتيريا نوعين من الDNA ، الكروموزوم (CHROMOSOME) و قطع DNA صغيرة حرة اسمها بلازميد (PLASMID) و تنتشر آليات المقاومة للمضادات الحيوية من خلال الانتقال الرأسي للطفرات الموروثة من الأجيال السابقة عن طريق البلازميد (PLASMID) من البكتيريا التي اكتسبت مناعة الى بكتيريا اخرى من نفس النوع لم تكتسبها و من ثم تتم إعادة التركيب الوراثي للDNA .

تطور البكتيريا و اكتسابها مناعة ينتج عنه تعزيز البقاء على قيد الحياة مع جرعات كانت قاتلة قبل ذلك و المضادات الحيوية التي اعتادت على ان تكون علاجات معجزة هي الآن اقل فاعلية و هو ما يمكن ان يؤدي الى انتشار عديد الامراض دون مضاد حيوي ذي تاثير عليه.

البكتيريا الخارقة

أثناء عملية التحول تقوم البكتيريا بحصد البكتيريا الميتة و استخراج الDNA منها و هذه العملية تعمل حتى بين انواع بكتيريا مختلفة و قد يقود هذا الى ظهور بكتيريا ذات مناعة لأنواع مختلفة من المضادات الحيوية و هي ما تعرف بالبكتيريا الخارقة .

في 2015 و في الصين تحديدا تم اكتشاف بكتيريا و التي هي احد انواع الكليبسيلا (Klebsiella) حاملة لمناعة ضد عديد المضادات الحيوية و إحدها كان الكولستين (COLISTIN) و الذي كان خط دفاعنا الاخير ضد الإلتهابات المعقدة و ملاذنا لمجابهة البكتيريا الخارقة و هو ما قد يؤدي بحياة العديد . 

ماهي الظروف المساعدة ؟ 

لعلّ الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية دون استشارة طبيّة يعدّ من اهمها، لكن لا نتناسى استعمال هذه الأخيرة في انتاج اللّحوم رغم حفظ الحيوانات في ظروف غير صحية و التي تمثل المكان الانسب لتكاثر البكتيريا و هذا التقابل لهو افضل وضع لإنتاج انواع جديدة من البكتيريا الخارقة .

و في حالة الكليبسيلا (Klebsiella) فإن سببها يرجع الى قيام العديد من المزارع في الصين الى اعطاء المواشي الكولستين (Colistin) و هو ما ادى الى ظهورها ، انتشارها بين الحيونات وصولا الى البشر و التحول الى بكتيريا خارقة في الأثناء ، و في عصر المواصلات فإنّ حالة كهذه قد تتطور لتصبح وباءا خطيرا .

لكن لا يجب ان نهلع بعد فالعلم يتطور و المضادات الحيوية كذلك ، فالبكتيريا الخارقة قد لا تحتفظ باسمها ذاك طويلا لكن وجب ان يتم إحترام القواعد الصحية.

المصدر : Scientific American

ترجمة و تحرير : سهيل سعيدان