بعد استسلام النازية الألمانية في ماي 1945 بالقرب من نهاية الحرب العالمية الثانية بدأ التحالف المضطرب في زمن الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا من جهة و الاتحاد السوفييتي من جهة أخرى في الانهيار و بحلول عام 1948 قام السوفيات بتشكيل حكومات يسارية في دول شرق أوروبا الذي تم تحريرها من قبل الجيش الأحمر ما أقلق الأمريكيين و البريطانيين من الهيمنة السوفياتية الدائمة على أوروبا الشرقية و تهديد الأحزاب الشوعية المتأثرة بالسوفييت بالسلطة في ديمقراطيات أوروبا الغربية و من ناحية أخرى كان السوفييت مصممين على الحفاظ على السيطرة على أوروبا الشرقية للحماية من أي تهديد متجدد محتمل من ألمانيا و كانوا عازمين على نشر الشيوعية في جميع أنحاء العالم لأسباب إيديولوجية إلى حد كبير و بحلول 1947-1948 توطدت الحرب الباردة بسبب جلب المساعدة الأمريكية المقدمة في إطار مشروع مارشال لأوروبا الغربية الذي جعل أوروبا الغربية تحت التأثير الأمريكي و قام السوفييت بتثبيت الشيوعية في أوروبا الشرقية علنا .
انهار الاتحاد السوفييتي للجمهوريات الاشتراكية منذ خمسة و عشرين عاما منهيا الحرب الباردة التي حددت النصف الأخير من القرن العشرين و امتدت إلى جميع أنحاء العالم و في اليوم السابق 25 ديسمبر 1997 استقال الأمين العام للحزب الشيوعي ميخائيل غورباتشوف و نقل الرموز النووية السوفييتية إلى الرئيس السوفييتي بوريس يلتسين و تم استبدال العلم الشيوعي فوق الكرملين بالعلم الروسي في الساعة 7:32 مساءا و انقسمت الهيمنة الشيوعية رسميا إلى 15 جمهورية مستقلة و كان هذا الحدث تتويجا للتغييرات الديمقراطية التي اجتاحت أوروبا الشرقية في أواخر الثمانينات و حقق غورباتشوف قبضة الاتحاد السوفييتي على الستار الحديدي من خلال سياساته الخاصة بالغلاسنوست ( الانفتاح ) و البروسترويكا ( إعادة الهيكلة ) و لكن كان لهذه الإصلاحات السياسية و الاقتصادية نتائج عكسية نهائية .
انتشر المواطنون العاديون الراغبون في الحرية في جميع أنحاء أوروبا بعد سنوات من القمع و لم يتمكن الاتحاد السوفييتي من كبح بوابات الفيضان :
سقط جدار برلين عام 1984 و تلى ذلك بعامين انحلال الاتحاد السوفييتي و بداية ظهور ” نظام عالمي جديد ” .
هل كانت نهاية الحرب الباردة نهاية للتاريخ ؟ فقبل خمسة و عشرين عاما اعتقد كثير من الناس في جميع أنحاء العالم ذلك و كانت الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى الوحيدة و بدا أن السلام الدائم يأتي في متناول اليد في النهاية و قد هز العقدين و النصف الأخيرين هذه النظرية و لكن و بعد خمسة و عشرين عاما أعادت روسيا الظهور على المسرح العالمي من خلال دورها في الحرب الأهلية في سوريا و تجديد تنافسها مع الولايات المتحدة الأمريكية .
فتبادرت مخاوف الحرب الباردة إلى عقول الكثير من الناس فهل استأنف التاريخ ؟
المصادر:
https://www.britannica.com/event/Cold-War
https://blog.oup.com/2016/12/cold-war-end-his/tory
ترجمة و تحرير : زيري سمية
مراجعة: سهى غابري