ما هو تأثير مانديلا؟

يصف تأثير مانديلا موقفًا يكون فيه لشخص أو لمجموعة من الناس ذكرى زائفة لحدث ما.

صاغت فيونا بروم هذا المصطلح منذ أكثر من عقد من الزمان عندما أنشأت موقعًا على شبكة الإنترنت يشرح بالتفصيل ذكرياتها عن وفاة رئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا في السجن في الثمانينيات.

في حين انه لم يمت في السجن في الثمانينيات؛ إذ بعد أن قضى 27 عامًا في السجن، شغل مانديلا منصب رئيس جنوب إفريقيا بين عامي 1994 و 1999 و توفي في عام 2013.

على الرغم من هذه الحقائق ، بدا أن بروم تتذكر التغطية الإخبارية الدولية لوفاة مانديلا في الثمانينيات.. حتى أنها وجدت آخرين لديهم ذكريات متطابقة تقريبًا عن وفاة مانديلا في القرن العشرين.

الأسباب:

هناك عدة أسباب محتملة لتأثير مانديلا:

الذكريات الكاذبة:

يقدم مفهوم الذكريات الخاطئة تفسيرًا محتملاً واحدًا لتأثير مانديلا،

أساسا هي ذكريات غير صحيحة أو مشوهة لحدث ما، تحتوي بعض الذكريات الخاطئة على عناصر من الحقائق، تشبه إلى حد بعيد الحدث الفعلي المعني ومع ذلك ، فإن البعض الآخر خاطئ تمامًا.

على الرغم من أن فكرة الذكريات الخاطئة تسبب عدم ارتياح لبعض الناس، إلا أن أخطاء الذاكرة شائعة جدًا. لا تعمل الذاكرة مثل الكاميرا ، فهي تقوم بشكل موضوعي بفهرسة الصور والأحداث والبيانات في أنقى أشكالها و يمكن أن تؤثر المشاعر والتحيز الشخصي على الذكريات.

حتى أن مجموعة من الباحثين اكتشفوا طريقة بسيطة لإحداث ذكريات خاطئة، تسمى “نموذج مهمة (Deese-Roediger-McDermott (DRM”.

خلال نموذج مهمة DRM، قرأ المشاركون قائمة بكلمات ذات صلة لغوية، مثل:

[حمار وحشي – قرد – حوت –ثعبان – فيل]

بعد قراءة القائمة، سيسأل الباحثون المشاركين عما إذا كانوا يتذكرون “كلمة فخ” أم لا، وهي كلمة أخرى ذات صلة غير مدرجة في القائمة، قد تكون الكلمة الفخ في المثال أعلاه “أسد”. على الرغم من أن المصطلح يرتبط ارتباطًا معنويًا بالكلمات الأخرى في القائمة، إلا أنه غير موجود.

عادة، سوف يتعرف المشاركون على الكلمة الفخ ويتذكرون قراءتها ، على الرغم من أنها لم تكن موجودة في القائمة.

وفقًا لمؤلفي لدراسة عام 2017 ، يتذكر الناس الذكريات الخاطئة الناتجة عن نموذج مهمة DRM لمدة تصل إلى 60 يومًا.

الاختلاط أو التشويش: (Confabulation)

يعتقد بعض الأطباء أن تأثير مانديلا هو شكل من أشكال التشويش، المعروف أيضا بالرغي أي كثرة الثرثرة،

التشبيه الشائع لهذا الإضطراب هو “الكذب الصادق”، يخلق الشخص ذاكرة خاطئة دون أن يقصد الكذب أو خداع الآخرين، بدلاً من ذلك، يحاول سد الثغرات في ذاكرته.

العديد من أمثلة تأثير مانديلا قريبة من الذاكرة الأصلية أو الحقيقية، يعتقد بعض الباحثين أن الناس – حتى مجموعة كبيرة من الناس – يستخدمون التشويش “لتذكر” ما يشعرون أنه التسلسل الأكثر احتمالية للأحداث بدل ما حصل فعليا.

يعتبر الاختلاط من الأعراض الشائعة للحالات العصبية التي تؤثر على الذاكرة ، مثل مرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف.إذ عندما يتكلم شخص مصاب بالخرف، فهو لا يكذب أو يحاول خداع الآخرين، إنه ببساطة لا يمتلك المعلومات أو الإدراك الضروريين لاستدعاء ذكرى أو حدث معين بدقة.

الفتيل أو التمهيد: (Priming)

في علم النفس ، يصف التمهيد ظاهرة يؤثر فيها التعرض لمحفز بشكل مباشر على استجابة الشخص لحافز لاحق.

على سبيل المثال، إذا قرأ شخص ما أو سمع كلمة “عشب”، فسوف يتعرف على كلمة أخرى ذات صلة، مثل “شجرة” أو “أداة جز العشب”، بسرعة أكبر من الكلمة غير ذات الصلة.

إضافة إلى ذلك بالإمكان استعمال الإيحاء، و هو ما يمكن أن يؤثر على ردود أفعال الشخص وذاكرته، على سبيل المثال، عبارة “هل أمسكت الكرة الحمراء من الرف؟” توحي أكثر بكثير من عبارة “هل أخذت أي شيء من الرف؟”

ذلك لأن العبارة الثانية تحتوي على سؤال عام مفتوح النهايات، بينما تصف العبارة الأولى فعل الإمساك بجسم معين: “الكرة الحمراء”

لذلك، فإن العبارة الأولى لها تأثير أقوى على الذاكرة من العبارة الثانية.

حقائق بديلة أو أكوان موازية: (Alternate realities or parallel universes)

يصف بروم تأثير مانديلا بأنه ذكرى واضحة لحدث لم يحدث أبدًا في هذا الواقع، يرتبط تفسيرها بالعديد من النظريات الشائعة التي تشير إلى أن تأثير مانديلا يحدث عندما يتفاعل واقعنا مع حقائق بديلة أخرى أو أكوان موازية.

ينشأ مفهوم الحقائق البديلة من فيزياء الكم ونظرية الأوتار. يشرح هذا الإطار النظري الكون وطبيعة الواقع من حيث الأوتار الصغيرة التي تهتز في 10 أبعاد.

استنادًا إلى نظرية الأوتار، يمكن للمرء أن يؤكد أن كوننا هو واحد فقط من العديد من الأكوان الأخرى التي يحتمل أن تكون لانهائية، يُعرف هذا بالكون المتعدد. على الرغم من نجاح الأساس الرياضي لنظرية الأوتار ، تظل النظرية نفسها غير مثبتة ومثيرة للجدل إلى حد كبير.

كيفية التعرف على الذكريات الخاطئة؟

لا توجد طريقة سهلة لتحديد الذكريات الخاطئة، يمكن أن تساعد مشاركة الذكريات المشكوك فيها مع الأشخاص الذين ربما شاهدوا الحدث أيضًا أو الذين يمكنهم التحقق من تفاصيل الحدث.

يمكن للأشخاص الذين يرغبون في التحقق من ذكرياتهم عن الأحداث الشهيرة، مثل وفاة شخصية بارزة، التحقق من أرشيفات الأخبار.

الملخّص:

تأثير مانديلا ظاهرة يكوّن فيها لشخص أو مجموعة من الناس ذكريات خاطئة أو مشوهة.

يعتقد البعض أن تأثير مانديلا هو دليل على حقائق بديلة ، بينما يلومه آخرون على قابلية الخطأ للذاكرة البشرية.

 

المصدر:

www.medicalnewstoday.com

www.healthline.com

 

 ترجمة و تحرير: سهى غابري