كورونا هذا الفيروس المجهري الذي بث الرعب و الهلع  في قلوب كل سكان الأرض فهو ألزمنا منازلنا جعلنا بدون حراك مكبلين  كما أدى إلى إقفال أغلب مطارات العالم و تعطل أغلب المرافق الإجتماعية و الإقتصادية و جعل جل العلماء يبحثون عن علاج له لكن لحد الآن بدون أي جدوى رغم البحوث المتقدمة .هذا القاتل المخبري كما يحلو للبعض تسميته قد أطاح لحد الان بدول و اقتصادات عظمى أمثال الصين و الولايات المتحدة و إيطاليا و اسبانيا … وأدى إلى سقوط مئات ألاف الموتى و بعضنا إنتابه الشك و بات يتسأل  هل هذه هي نهاية البشرية؟. إلى حد الآن الكورونا مصنف على أنه وباء قاتل عديم الرحمة هدفه إنهاء البشرية لكن هل نظر أحدنا إلى الجانب الأخر ألا يمكن أي يكون الكورونا المخلص الذي تنتظره الأرض منذ تحول البشر إلى آلات متوحشة تقضي تدرجيا على كوكب الأرض.فما هي تأثيرات وباء كورونا على البيئة؟

بداية شفاء طبقة الأوزون:

أدى توقف الإنتاج الصناعي في دول مثل الهند و الصين و الولايات المتحدة الأمريكية التي تمثل 52% من إنبعثات  غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يضر بصفة مباشرة طبقة الأوزون التي لم تسجل في الأعوام الفائتة سوى إتساع فتحتها  بصفة متواصلة ’إلى بداية شفاء هذه الطبقة جراء تعطل إنتاج الغازات السامة و يتوقع العلماء شفائها كليا في 2060 إذا تواصلت هذه الحالة .

كورونا و عودة التوازن البيئي:

نذكر أيضا أن توقف إنتاج الغازات السامة أدى إلى بداية عودة التوازن الإيكولوجي تدريجيا  فبعد عقود من الحماية الفيدرالية، الشعب المرجانية في هاواي تعود إلى طبيعتها الخلابة ,أيضا القنوات المائية في مدينة فانسيا الإيطالية أصبحت نظيفة بطريقة غير مسبوقة في الذاكرة الحديثة، حيث عادت الأسماك والكائنات البحرية أثناء إغلاق المدينة وعزوف الناس عن الشوارع, كذلك الكوالا تعود إلى الطبيعة بعد حرائق الغابات في أستراليا, كما نستطيع الآن الإستمتاع بقليل من الهواء النظيف الخالي من الغازات القاتلة.

لا أحد يتمنى بقاء فيروس كورونا طليقا يقضي على الملايين , هو فقط بعض الوقت و سوف يجدون له علاجا كما فعلوا مع الأوبئة السابقة لكن أتمنى شخصيا أن يكون هذا الفيروس رسالة تحذير إلى مختلف شعوب التي لا تهتم بالقضايا البيئية ,لقد وصلنا مرحلة الاعودة جرأْ التغير المناخي الذي يطرق أبوابنا و يهدد بقاء الحياة على هذا الكوكب الصغير.هذا إنذار ليستفيق الجميع فلم يعد أمامنا متسع كبير من الوقت .

          المصادر:www.gqmiddleeast.com
                    www.theguardian.com

تحرير: أحمد الحاج

مراجعة: حسان عوالي

تدقيق: البشير الحيزم