نظرية الإنسحاق العظيم (Big Crunch Theory) تمثل واحدة من عديد السيناريوهات المتوقعة من قبل العلماء عن كيفية نهاية الكون. و مثلها مثل النظريات الأخرى، فهي مبنية على نظرية النسبية العامة لآينشتاين. فالإنفجار العظيم يصف كيفية بداية الكون، فيما يصف الإنسحاق العظيم كيفية نهايته كنتيجة لتلك البداية.

ما تخبرنا به هذه النظرية هو أن توسع الكون نتيجة للإنفجار العظيم لن تستمر للأبد. بدلا من ذلك، في نقطة ما من الزمن، سيتوقف عن التوسع و سينهار في ذاته جاذبا معه كل شيء إلى أن يتحول في النهاية إلى أكبر ثقب أسود في الوجود. و بذلك ينسحق كل شيء داخل ذاك الثقب، و منه يأتي الإسم: الإنسحاق العظيم.

و لكي يتنبأ العلماء على وجه اليقين من إمكانية حدوثه، يتوجب عليهم تحديد خصائص معينة للكون، أحدها هي كثافته. يعتقد أنه إذا كانت الكثافة أكبر من قيمة معينة، و المعروفة ب Critical density، فإن إنهيارا نهائيا مرجح للغاية.

مثل أي جسم يعارض الجاذبية، على سبيل المثال عندما ترمي شيئا ما للأعلى، فإنه في النهاية سيعود للأسفل طالما لا وجود لأي قوة أخرى تدفعه للأعلى. إذا فربح قوى الجاذبية بدا كتوقع منطقي في البداية، إلى أن إكتشف العلماء أن الكون في الحقيقة يتوسع بشكل أسرع مع مرور الزمن.

لتفسير هذه الظاهرة، كان على العلماء إفتراض وجود كيان غير معروف، و الذي سمّوه بالطاقة المظلمة. و يعتقد بشكل كبير أن هذا الكيان هو ما يدفع المجرات بعيدا عن بعضها البعض. فمع الطاقة المظلمة، و المعلومات الشحيحة المعروفة عنها، يبدو أن إمكانية حدوث الإنسحاق العظيم ضئيلة في هذه الحالة.

في الوقت الحالي تشير القياسات التي أجراها مرصد شاندرا للأشعة السينية التابعة لوكالة ناسا إلى إستقرار قوة الطاقة المظلمة. و زيادة قوتها كانت لتدعم إمكانية حدوث التمزق العظيم (The Big Rip)؛ نهاية أخرى متوقعة للكون تنبأت بتمزق كل شيء، بما في ذالك الذرات.

و حتى مع ثبوت قوة الطاقة المظلمة، فإن سيناريو توسع الكون إلى ما لا نهاية هو الأكثر ترجحا. إذا إلى حين ظهور بيانات تعارض هذه الخصائص، فإن إحتمالية وقوع الإنسحاق العظيم تضل ضئيلة.

 

المرجع: www.universetoday.com

ترجمة و تحرير: رؤى العاتي
تدقيق: البشير الحيزم
مراجعة: حسان عوالي